فصل: فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة نوح: آية 27]:

{إِنّك إِنْ تذرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادك ولا يلِدُوا إِلاّ فاجِرا كفّارا (27)}.
{إِنّك} إن واسمها {إِنْ تذرْهُمْ} إن شرطية جازمة ومضارع مجزوم لأنه فعل الشرط والهاء مفعول به والفاعل مستتر والجملة ابتدائية لا محل لها {يُضِلُّوا} مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط والواو فاعله {عِبادك} مفعول به والجملة جواب الشرط لا محل لها والشرط وجوابه خبر إنك والجملة الاسمية مقول القول {ولا يلِدُوا} لا نافية ومضارع وفاعله {إِلّا} حرف حصر {فاجِرا} مفعول به {كفّارا} صفة والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[سورة نوح: آية 28]:

{ربِّ اغْفِرْ لِي ولِوالِديّ ولِمنْ دخل بيْتِي مُؤْمِنا ولِلْمُؤْمِنِين والْمُؤْمِناتِ ولا تزِدِ الظّالِمِين إِلاّ تبارا (28)}.
{ربِّ اغْفِرْ} منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف وفعل دعاء فاعله مستتر {لِي} متعلقان بالفعل {ولِوالِديّ} معطوف على لي {ولِمنْ} معطوفان على أيضا {دخل} ماض فاعله مستتر {بيْتِي} مفعول به {مُؤْمِنا} حال والجملة صلة {ولِلْمُؤْمِنِين والْمُؤْمِناتِ} عطف على ما قبله {ولا تزِدِ} مضارع مجزوم بلا فاعله مستتر {الظّالِمِين} مفعول به أول {إِلّا} حرف حصر {تبارا} مفعول به ثان والجملة معطوفة على ما قبلها. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة نوح عليه السلام ذكر فِيها ثلاثة أحادِيث:
1404 – قوله:
عن عمر رضِي اللّهُ عنْه «انه خرج يسْتسْقِي فما زاد على الاسْتِغْفار فقيل لهُ ما رأيْناك اسْتسْقيْت فقال لقد اسْتسْقيْت بِمجادِيح السّماء الّتِي يسْتنْزل بها الْمطر».
قلت رواهُ عبد الرّزّاق وابْن أبي شيبة فِي مصنفيهما فِي الاسْتِسْقاء والطّبرانِيّ فِي كتاب الدُّعاء لهُ والْبيْهقِيّ فِي سننه والطبري والثعلبي فِي تفسيريهما كلهم من حديث سُفْيان بن عُييْنة عن مطرف عن الشّعبِيّ أن عمر خرج يسْتسْقِي... إِلى آخِره وزادُوا ثمّ قرأ {اسْتغْفرُوا ربكُم...} إِلى آخر الْآية، وكذلِك رواهُ الواحدي فِي تفْسِيره الْوسِيط.
قال النّووِيّ فِي الْخُلاصة إِسْناده صحِيح لكنه مُرْسل فإِن الشّعبِيّ لم يدْرك عمر انْتهى.
1405 – قوله: عن ابْن عبّاس وابْن عمر إِن الشّمْس والْقمر وُجُوههما مِمّا يلِي السّماء وظُهُورهما مِمّا يلِي الأرْض.
قلت غرِيب روى ابْن مرْدويْه فِي تفْسِيره فِي أول سُورة يُونُس من حديث حمّاد بن سلمة عن علّي بن زيد عن يُوسُف بن مهْران عن ابْن عبّاس فِي قوله تعالى: {هُو الّذِي جعل الشّمْس ضِياء والْقمر نورا} قال وُجُوههما إِلى السّماء وأقْفِيتهما إِلى الأرْض.
ورُوِي أيْضا من حديث حمّاد بن سلمة عن عبد الْجلِيل عن شهر بن حوْشب عن عبد الله بن عمْرو نحوه.
وروى عبد الرّزّاق فِي تفْسِيره أخبرنا معمر عن قتادة قال قال عبد الله بن عمْرو بن الْعاصِ إِن الشّمْس والْقمر وُجُوههما قبل السّماء وأقْفِيتهما قبل الأرْض انتهى.
ورواهُ الطّبرِيّ فِي تفْسِيره اُخْبُرْنا يُونُس بن عبد الْأعْلى ثنا ابْن ثوْر عن معمر بِهِ.
حدثنا مُحمّد بن يسار ثنا معاذ بن هِشام الدستوائي ثنا أبي عن قتادة عن شهر بن حوْشب عن عبد الله بن عمْرو... فذكره.
وروى الْحاكِم فِي الْمُسْتدْرك من حديث يُوسُف بن مهْران عن ابْن عبّاس فِي قوله: {وجعل الْقمر فِيهِنّ نورا} قال وجهه إِلى الْعرْش وقفاهُ إِلى الأرْض انْتهى.
وقال صحِيح على شرط مُسلم ولم يخرجاهُ.
1406- الحديث الأول:
قال عليه السلام «من قتل قتِيلا فلهُ سلبه».
قلت رواهُ البُخارِيّ ومُسلم وتقدم أول الْبقرة.
1407- الحديث الثّانِي:
قال النّبِي عليه السلام «يهْلكُون مهْلكا واحِدا ويصْدُرُون مصادر شتّى».
قلت رواهُ مُسلم فِي صحِيحه فِي الْفِتن فِي باب فتح ردم يأْجُوج ومأْجُوج من حديث عبد الله بن الزُّبيْر عن عائِشة قالت «عبث النّبِي صلى الله عليه وسلم فِي منامه فقُلْنا لهُ يا رسُول الله صنعت فِي منامك شيْئا لم تكن تفْعلهُ قال الْعجب أن أُناسا من أمتِي يؤمُّون هذا الْبيْت لرجل من قُريْش قد لجأ بِالْبيْتِ حتّى إِذا كانُوا بِالْبيْداءِ خسف بهم فقُلْنا يا رسُول الله إِن الطّرِيق قد يجمع النّاس فقال نعم فيهم الْمُسْتنْصر والْمجْبُور وابْن السّبِيل ويهْلِكُون مهْلكا واحِدا ويصْدُرُون مصادر شتّى يبْعثهُم الله على نياتهم». انتهى.
وعزاهُ الْمزي فِي أطْرافه لمُسلم فِي الْحج وما وجدته إِلّا فِي الْفِتن.
1408- الحديث الثّالِث:
عن رسُول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سُورة نوح كان من الْمُؤمنِين الّذين تُدْرِكهُمْ دعْوة نوح».
قلت رواهُ الثّعْلبِيّ اخبرني مُحمّد بن الْقاسِم ثنا مُحمّد بن مُحمّد بن شادّة ثنا احْمد بن مُحمّد بن الْحسن ثنا مُحمّد بن يحْيى ثنا سلم بن قُتيْبة عن سعيد عن عاصِم بن بهْدلة عن زر بن حُبيْش عن أبي بن كعْب قال قال رسُول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره.
ورواهُ ابْن مرْدويْه فِي تفْسِيره بسنديه فِي آل عمران.
ورواهُ الواحدي فِي الْوسِيط بِسند يُونُس. اهـ.

.فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

.قال القنوجي:

سورة نوح عليه السلام:
تسع وعشرون أو ثمان وعشرون آية.
مكيّة، قاله عبد اللّه بن عباس وأخرجه عنه ابن الضريس والنحاس وابن مردويه.

.[الآيات: الأولى والثانية والثالثة]

{فقُلْتُ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ إِنّهُ كان غفّارا (10) يُرْسِلِ السّماء عليْكُمْ مِدْرارا (11) ويُمْدِدْكُمْ بِأمْوالٍ وبنِين ويجْعلْ لكُمْ جنّاتٍ ويجْعلْ لكُمْ أنْهارا (12)}.
{فقُلْتُ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ إِنّهُ كان غفّارا (10)}: أي سلوه المغفرة من ذنوبكم السالفة بإخلاص النية، إنه كثير المغفرة للمذنبين، وقيل: معنى استغفروا: توبوا عن الكفر إنه كان غفارا للتائبين عنه.
{يُرْسِلِ السّماء عليْكُمْ مِدْرارا} (11): المراد بالسماء: المطر.
والمدرار الدّرور: وهو التحلب بالمطر، أي إرسالا مدرارا.
وفي هذه الآية دليل على أن الاستغفار من أعظم أسباب المطر وحصول أنواع الأرزاق، ولهذا قال: {ويُمْدِدْكُمْ بِأمْوالٍ وبنِين ويجْعلْ لكُمْ جنّاتٍ ويجْعلْ لكُمْ أنْهارا (12)}: جارية. اهـ.

.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

.قال ابن المثنى:

سورة نوح عليه السلام (71):
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ
{أصرُّوا (7)} أقاموا عليه..
{ما لكُمْ لا ترْجُون لِلّهِ وقارا (13)} لا تخافون للّه وقارا..
{وقدْ خلقكُمْ أطْوارا (14)} طورا كذا وطورا كذا.
{مكْرا كُبّارا} (22) مجازها: كبيرا، والعرب قد تحوّل لفظ (كبير) إلى فعال مخففة ويثقلون ليكون أشدّ فالكبّار أشدّ من الكبار وكذلك جمّال جميل لأنه أشد مبالغة..
{لا تذرُنّ ودّا ولا سُواعا} (23) أسماء آلهة أصنام لبعض العرب في الجاهلية..
{مِمّا خطِيئاتِهِمْ} (25) من خطيئاتهم..
{ديّارا} (26) أحدا، يقولون: ليس بها ديّار وليس بها عريب..
{إِلّا تبارا} (28) إلّا هلاكا. اهـ.

.قال الشريف الرضي:

ومن السورة التي يذكر فيها نوح عليه السلام:

.[سورة نوح: آية 13]:

{ما لكُمْ لا ترْجُون لِلّهِ وقارا (13)}.
قوله سبحانه: {ما لكُمْ لا ترْجُون لِلّهِ وقارا} [13] وهذه استعارة. لأن الوقار هاهنا وضع وضع الحلم مجازا. يقال: رجل وقور. بمعنى حليم.
فأما حقيقة الوقار الذي هو الرزانة والثقل فلا يجوز أن يوصف بها القديم سبحانه، لأنها من صفات الأجسام، وإنما يجوز وصفه تعالى بالوقار، على معنى الحلم كما ذكرنا.
والمعنى أنه يؤخر عقاب المذنبين مع الاستحقاق، إمهالا للتوبة، وإنظارا للفيئة والرجعة.
لأن الحليم في الشاهد اسم لمن يترك الانتقام عن قدرة. ولا يسمى غير القادر إذا ترك الانتقام حليما، للعلّة التي ذكرناها. وقوله تعالى: {لا ترْجُون} هاهنا أي لا تخافون. فكأنه سبحانه قال: ما لكم لا تخافون للّه حلما؟ وإنما أخّر عقوبتكم، إمهالا لكم، وإيجابا للحجة عليكم.
وإلّا فعقابه من ورائكم، وانتقامه قريب منكم.
وقد جاء في شعر العرب لفظ الرجاء، والمراد به الخوف. ولا يرد ذلك إلا وفى الكلام حرف نفى. لا يقال: فلان لا يرجو فلانا بمعنى يخافه، بل يقال: فلان لا يرجو فلانا. أي لا يخافه. وقال الهذلي أبو ذؤيب:
إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها ** وحالفها في بيت نوب عواسل

أراد: لم يخف لسعها.
وقال الآخر:
لا ترتجى حين تلاقى الذائدا ** أخمسة لاقت معا أو واحدا

أي لا تخاف. وقال بعض العلماء: إنما كنوا عن الخوف بالرجاء في هذه المواضع، لأن الراجي ليس يستيقن، فمعه طرف من المخافة. وقال بعضهم: الوقار هاهنا بمعنى العظمة وسعة المقدرة. وأصل الوقار ثبوت ما به يكون الشيء عظيما من الحلم والعلم اللذين يؤمن معهما الخرق والجهل.
ومن ذلك قول القائل: قد وقر قول فلان في قلبى. أي ثبت واستقرّ، أو خدش وأثر.

.[سورة نوح: آية 17]:

{واللّهُ أنْبتكُمْ مِن الْأرْضِ نباتا (17)}.
وقوله سبحانه: {واللّهُ أنْبتكُمْ مِن الْأرْضِ نباتا [17]} وهذه استعارة. لأن حقيقة الإنبات إنما تجرى على ما تطلعه الأرض من نباتها، وتخرجه عند ازدراعها. ولما كان سبحانه يخرج البريّة من مضايق الأحشاء، إلى مفاسح الهواء، ويدرجهم من الصغر إلى الكبر، وينقلهم من الهيئات والصور، كل ذلك على وجه الأرض، جاز أن يقول سبحانه: {واللّهُ أنْبتكُمْ مِن الْأرْضِ}.
وقال بعضهم قد يجوز أن يكون المراد بذلك خلق آدم عليه السلام من الطين، وهو أصل الخليقة. فإذا خلقه سبحانه من طين الأرض كان نسله مخلوقين منها، لرجوعهم إلى الأصل المخلوق من طينها. فحسن أن يقول سبحانه: {واللّهُ أنْبتكُمْ مِن الْأرْضِ} أي استخرجكم من طين الأرض. ونباتا هاهنا مصدر وقع مخالفا لما يوجبه بناء فعله. وكان الوجه أن يكون: إنباتا. لأنه في الظاهر مصدر أنبتكم. وقد قيل إن هناك فعلا محذوفا جرى المصدر عليه، فكأنه تعالى قال: واللّه أنبتكم من الأرض فنبتّم نباتا. لأن أنبت يدل على نبت من جهة أنه مضمن به.